يجد أولياء الأمور من ذوي الدخل المحدود صعوبة في تحقيق طموح أبنائهم وتسجيلهم في أكاديميات الكرة الخاصة والعامة التي تنتشر في جميع مناطق الدولة، وذلك بسبب كلفة رسوم الاشتراك الشهري العالية التي تراوح بين 300 إلى 2000 درهم شهرياً.
وأصبحت الفرصة كبيرة أمام الكرة الإماراتية مع استحداث لوائح اللاعب المقيم ومواليد الدولة للاستفادة من بعض المواهب الموجودة بالدولة، ويبقى المستفيد الأكبر المنتخبات الوطنية مستقبلاً، لكن كلفة الاشتراك الشهري بالأكاديميات التي تعتبر المفرخ الأول لتلك المواهب تحجبها من السطوع والتطور.
وتتفاوت قيمة الرسوم الشهرية للاعب بين 300 و2000 درهم حسب نوعية الخدمة المقدمة للاعب من ناحية الملعب والمرافق المناسبة لأهل اللاعب الذين يحضرون معه ويبقون في موقع الأكاديمية لحين انقضاء الحصة التدريبية وهناك أكاديميات تفرض رسومها حسب عدد الحصص الأسبوعية وقدرة أولياء الأمور على الدفع.اشتراك مرهق
رأت شريحة من أولياء الأمور استطلعت «الرؤية» آراءهم أن كلفة اشتراك أبنائهم مرهقة لذلك يعمدون إلى الاشتراك في شهر والغياب في آخر، موضحين أن ممارسة الرياضة مهمة لأبنائهم لأن البقاء في المنزل يعني اللجوء للألعاب الإلكترونية الهاجس المؤرق لكل الآباء والأمهات.
وأشاروا إلى أن الكلفة العالية للاشتراك الشهري ترافقها مصروفات أخرى أهمها الذهاب والإياب إلى موقع أكاديمية الكرة يدفعهم إلى الاشتراك شهر وترك آخر وأحياناً يضطرون إلى إخراجهم نهائياً من تلك الأكاديميات.
كلفة عالية
شدد رئيس أكاديمية يونايتد لكرة القدم مبارك الكتبي على أهمية تعميق مفهوم خدمة المجتمع لدى أصحاب أكاديميات الكرة وألا يكون تفكيرهم فقط جني المال وتحقيق الأرباح، مشيراً إلى إمكانية تقديم الخدمة الممتازة جنباً إلى جنب مع معقولية رسوم الاشتراك الشهري للاعب الصغير، مضيفاً «نعاني نحن أيضاً من رسوم إيجار الملاعب التي تتوافر فيها المرافق الجيدة والنظيفة، الكلفة عالية ولكن ذلك لا يعني المغالاة والمبالغة».
وقال الكتبي إن سن قوانين تكبح جماح مغالاة بعض الأكاديميات مستحيل وفقاً لمفهوم العرض والطلب، مستدركاً «بعض أكاديميات الكرة الأجنبية تركز فقط على الكسب المادي والخدمة التي تقدمها أقل من المبالغ التي تتقاضاها شهرياً من أولياء الأمور».
3 فئات
صنف مدير أكاديمية كواترو لكرة القدم عبدالعزيز عبدالله أكاديميات الكرة المتواجدة في الدولة إلى 3 فئات، أكاديميات الأندية العالمية مثل برشلونة وريال مدريد ومانشستر وروما وغيرها، والأكاديميات الخاصة بالأندية إضافة إلى الأكاديميات الخاصة التي يؤسسها الأفراد بالدولة.
وتستثمر الفئة الأولى في اسمها وتنتدب طاقماً فنياً مكلفاً لذلك تجد رسومها عالية أكثر من البقية، أما أكاديميات الأندية فهي بأسعار معقولة كونها أندية حكومية مدعومة من الدولة والهدف من هذه الأكاديميات غير ربحي.
وأوضح عبدالله «أنشأت الأندية أكاديمياتها الخاصة لاستكشاف المواهب بعد صدور قرار أبناء المواطنات والمقيمين ومواليد الدولة، وتضم المتميز لفرق النادي وتقيده في كشوف اتحاد الكرة أما الأكاديميات الخاصة فتعاني مشكلة أن لاعبيها غير مقيدين في كشوف اتحاد الكرة وبالتالي لا تضمن مغادرة أي لاعب منها انضمامه لأي نادٍ آخر بعد أن تتطور موهبته».
وأشار مدير أكاديمية كواترو إلى أن الأخيرة ترفع رسومها بسبب المصروفات العديدة من إيجار ومرافق ومدربين وغيره، إضافة لعدم قيد لاعبيها في كشوف الاتحاد، ما يعني أنها لا تستطيع الاستثمار في المتميزين الذي تدربوا فيها، مبيناً «بالنسبة لنا في كواترو، فإن رسومنا 700 درهم شهرياً للاعب لثلاثة حصص تدريبية في الأسبوع وبين 12-13 حصة شهرية مدتها بين ساعة وربع إلى ساعة ونصف».